الاثنين، 21 مارس 2011

عودة الشاطئ


اعتدت على زيارة الشاطيء لمرات عديدة للأسبوع الواحد وهذا الأمر يعتبر جزء من حياتي ، فعلى الشاطئ أمارس رياضتي المفضلة وهي المشي وكذلك أستطيع أن أمارس طريقة التنفس الصحيحة مع الشعور بنوع من الصفاء والنقاء الروحي ! عندما آخذ شهيق عميق من الأنف ومن ثم أحبس الهواء لعدد من الثواني ومن ثم أطلق الهواء مرة أخرى بالزفير عن طريق الفم ، متخيلا خروج كل الهموم والسموم مني مختلطة بغاز ثاني أكيد الكربون لتمتزج مع عناصر الطبيعة والتي فطرت على تنقيتها وتطهيرها ! مؤخرا انقطعت عن زيارة مكاني المفضل إنشغالا وكسلا ، فأحسست بالفعل انه هناك شئ ما ينقصني دون ما أدرك أنه الشاطئ والبحر ، في الجمعة الماضية استسلمت لإصرار أختي الصغيرة على أن اخذها إلى الشاطئ ، حيث كانت تبدي شوقها إلى شاطئ البحر ولعل ذلك ما ايقظ غفوتي أنني بالفعل قد انقطعت عنه واحتاج للذهاب وزيارة ذلك الصديق الوفي ولعل وصفه بالوفي ليس من قبيل المبالغة كما يقال لأشهر الحيوانات بالوفاء"الكلب" لأن الشاطئ سواء قمت بوصله أم هجرته فهو موجود يستقبلك بأي وقت ومن أي عتاب ولاحظ أني قلت الشاطئ ولم أقل البحر ، لأن البعض قد يعترض ويقول "البحر غدار" أعود لقضية المبالغة في وصف الكلب بالوفاء ! لا أدري ولكن قد حدثت لي قصة عندما كنت صغيرا وأترك الحكم لك! كان لصديق والدي وهو جار لنا بنفس الوقت كلب جميل أبيض اللون كثيف الشعر لاأدري لأي فصيلة ينتمي المهم كان يعيش لديه فترة طويلة وذات يوم جاء بهذا الكلب إلى منزلنا وقد أعجبني ، حيث قمت بمداعبته واللعب معه وقضينا وقتا ممتعا ، رحل صديق والدي وكلبه وبعد ساعات وفي وقت متأخر من الليل ، سمعنا نباحا شديدا أمام المنزل ، نعم كان هو كلب صديق والدي عاد من أجلي تاركا صاحبة هاربا من أجلي !!!!!!!!! طبعا لم أستطع فتح الباب لأنه لم يكن مسموحا لي بذلك وأختفى الكلب من ذلك اليوم ولم يعرف له أثر.


كان ذهابي إلى الشاطئ والعودة للمشي وممارسة الأشياء التي اعتدت عليها بمثابة مفكرة فتحت بعض الملفات العقلية مسترجعة معا بعض الأحاسيس والمشاعر وهو مايعرف بالساعة النفسية حيت تتفاعل الأفكار والذكريات مع الاحاسيس ، ولعل ماحدث بالأمس خير مثال على ذلك حيث لم أختبر شعور قلع الأسنان منذ فترة طويلة عندما كنت صغيرا سبحان الله عاد نفس الشعور تقريبا ، لذلك كان الإستفادة من عمل الساعة النفسية في المحاولة على التحكم في انفعالاتنا من الامور المهمة والجدية فمتى استطعنا استرجاع الذكريات الجميلة وجلب تلك المشاعر السعيدة الايجابية لجعل حاضرنا أجمل كان لدينا القدرة على تجنب الافكار والمشاعر السلبية لأن العقل تبرمج على سيطرة الفكرة الواحدة في اللحظة أو الزمن الراهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق